عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2010, 04:09 PM   #2
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: مع الاعتذار لنجلاء : 19 ديسمبر الحقيقة المجردة وخلفياتها


ومن الملاحظ أن كل نواب هذه المجموعة من أصحاب الولاء للسيد علي الميرغني وقد أصبحوا فيما بعد من قادة حزب الشعب الديمقراطي جراء إنقسام الحزب كنتيجة منطقية لهذا التحول الكبير. ولم يكن هذا التكتل نشازا فقد كان السيد علي في مصر قد نصح المصريين بالرضى من السودان بالصداقة والجوار والإخاء لا التبعية! يقول الدرديري محمد عثمان رحمه الله في مذكراته: ( قد شهدت لهذا الرجل مواقف وطنية وسياسية قد لا يريد سردها ولكنها كانت مصدر فخر واعتزاز عظيمين . ولقد سمعته يقول للمصريين لاتطلبوا من السودان غير الصداقة وتبادل المنافع أيام كانت علاقة السودان بمصر موضع كلام ) وظهر هذا أيضا بوضوح في ما نقله الأستاذ محمد علي صالح في الوثائق الامريكية علي لسان ميرغني حمزة: بأنه يتذكر ان الميرغني حكى لصلاح سالم قصة عن اعتماد الابن على الاب. ثم يكبر الابن، ويريد الاستقلال. وقال لى ميرغني حمزة ان هذا يدل على ان الميرغني يريد الاستقلال ... "وفي الحلقة 13 من هذه الوثائق المنشورة على الصحف والشبكة الدولية وتحت موضوع حمزة يريد الاستقلال كتب السفير الأمريكي لخارجية بلاده في 30/10/1954م: (بعد عودته من زيارة الى مصر، قال لي ميرغني حمزة، وزير المعارف والزراعة والري، ان اغلبية السودانيين صارت ترفض الاتحاد مع مصر، وتؤيد الاستقلال. وان الختمية، وهو واحد من قادتهم، وبرعاية السيد على الميرغني، سيطالبون بالاستقلال. لكنه قال لى ان ان هذا سر يجب الا اكشفه لاحد. وذلك لأنه وبقية الختمية في الحزب الوطني الاتحادي يريدون، اولا، اقناع جناح الاشقاء. حتى لا ينقسم الحزب.
وقال ميرغني حمزة ان الختمية لا يزالوا يريدون علاقة خاصة مع مصر، مثل تأسيس اتحاد، او ارتباط، بين دولتين مستقلتين.
وقال لي ميرغني حمزة سرا آخرا، طلب منى الا اكشفه لاحد. وهو ان السيد على الميرغني، بالرغم من انه لم يعلن انه يريد الاستقلال، بل ولم يقل له ذلك، لكنه، في اعماقه، يريده.
وحكي لي قصة عندما كان الميرغني يتعالج في مصر. زاره الصاغ صلاح سالم، عضو مجلس قيادة الثورة في مصر، ووزير شئون السودان. اشتكى صلاح سالم للميرغني من الدرديري محمد عثمان، مستشار الميرغني، وقال انه لم يستقبله استقبالا طيبا عندما كان صلاح سالم في الخرطوم.
غضب الميرغني، واستدعى الدرديري محمد عثمان في الحال من الخرطوم. ثم جمعه مع صلاح سالم. وطلب منهما ان يتصالحا اذا كانت المشكة شخصية. اما اذا كانت مشكلة سياسية، فان الميرغني لن يتدخل. لكن، بعد ساعة كاملة، لم يتفق الرجلان. وصار واضحا انهما يختلفان حول مستقبل السودان، وأن الدرديري محمد عثمان لا يتحمس، أو لم يعد يتحمس، لاتحاد مع مصر.
وبعد اسبوع قابل السفير حمزة مرة أخرى فكتب لخارجيته قائلا: (وهذه المرة قال لي، في قوة، وبدون لف ودوران، أن الختمية حسموا موقفهم، وأنهم يريدون الاستقلال.
وكرر ما قاله لي في المقابلة الماضية بأن الموضوع لا يزال سرا، حتى يقنع الختمية جناح الاشقاء في الحزب الوطني الاتحادي، خوفا من انقسام الحزب. ) انتهى


نواصل .....

محمد جمرة غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة محمد جمرة ; 12-22-2010 الساعة 04:29 PM.
رد مع اقتباس