وبه الإعانة بداء وختماً وصلى الله علي سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً وسما
هذه مبشرات الختم
الحمد لله الملك القديم ، والصلاة والسلام على المورد العظيم ، وآله وصحبه الواصلين .
أما بعد فهذه رسالة في بعض مخاطبات الختم رضي الله عنه ونفعنا به آمين وأعني به الختم الذي مقامه دون مقام المهدي الذي ليس فوقه أحد من الأولياء إلا المهدي المنتظر ، وأما الختم الذي هو آخر ولي فذلك من تحت مقامه .
في مخاطباته التي خوطب بها ، قال الختم : قيل لي إن من صحبك يموت على الولاية . قال الختم : قيل لي من سلم عليك تحاتت ذنوبه ، قال الختم : قيل لي إن مقامك الوسيلة مع النبي وفاطمة والحسن والحسين والمهدي وأنت السادس وليس أحد معكم فيها بالسكنة ، ومن دخلها غيركم فنما يدخلها على سبيل الزيارة ، قال الختم : قيل لي من رآك ورأى من رآك أو رأى من رأى من رآك إلى خمسة لم تمسه النار ، قال الختم : من سلم فوق جبهتي أعني قبلها ، وقيل لي : من سلم عليك في هذا الموضع دخل الجنة ، قال الختم : قيل لي إن معنى الختم على أربعة أوجه : الأول الختم النبوي ، والثاني الختم المهدي ، والثالث ختمي والرابع الختم الذي لا ولي بعده ، وهو في آخر الزمان ، فعلمت من ذلك شأني ، قال الختم : قيل لي إنه لم يقدر على معرفة حقيقتك أحد من كبار الأولياء العارفين وكم عالج ذلك كثير من الأغواث وكبار الأفراد فلم يعرفوا حقيقة ذلك ، وأعظمهم معرفة بك محي الدين بن العربي قال في عنقا مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب : إن الصديق الأكبر تحت لواء الختم ، وإن أول اسمه عين التعين ، وآخره قيومية التمكين ، قال الختم : قيل لي إن كرسياً لك حول العرش بعد كرسي المهدي ، وأغلب هذه المبشرات لي وللمهدي , قال الختم : قيل لي إن كل الأولياء ينظرون إليك وهم لا يبصرون حقيقتك لأنك قطعة من النبي ، قال الختم : قيل لي إنك تعطى راتباً لم يقدر على قراءته أحد غير النبي والمهدي ، قال الختم : قيل لي ما أعطيناك لك فلا يعطاه غيرك لا مانع لما أعطيناك ، ولا معطي لما منعناه من حالك لغيرك ، قال الختم : قيل لي إنك أعطيت الأرض فأفعل ما شئت ، واحكم ما تريد ، ومثل هذا وارد عند أهل الله كثيراً ، وله معان مطابقة للشريعة ظاهراً وباطناً ، إذ أوضحوها لمن يسأل عنها ظهرت له مطابقتها كنور الشمس في الظهيرة ، فمن فاته التحقيق بأحوالهم فلا يفوته التسليم لأقوالهم ، قال الختم : قيل لي إن موضعك في الكثيب بعد المهدي وهو بعد النبي ، قال الختم : قيل لي تارة تذهب في النبي فلا ترى إلا إنك هو ، وتارة تغيب أنت والمهدي وهو في الحق فلا تظهر إلا أنكم هو ، قال الختم : قيل لي لا تموت حتى تحل في الغوثية ، قال الختم : قيل لي لو كان بعد النبي نبي لم تكن إلا أنت والمهدي ، قال الختم : قيل لي إن جميع الأولياء يتمنون مقامك ، وكثير من أكابرهم يتمنون أن يكونوا من أصحابك قال الختم : قيل لي إن من له عليك يد لم تجازه بها نجازيه نحن عنك واقبل ما يأتيك ، قال الختم : قيل لي إنه يقع من الحق تجلي يوم القيامة عام بك ، قال الختم : قيل لي إن جميع ذريتك يخرجون صالحين وبشرت بواحد منهم يكون في رأس الدواوين الإلهية ، قال الختم : قيل لي إن صورتك ما تزال بجانب النبي من أول الزمن ، ولم تزل كذلك إلى ما لا نهاية له ، قال الختم : قيل لغوث من الأغواث هل تعلم أحدا كمل منك ؟ فأشار إلى صورتي وصورة المهدي ، قال الختم : قيل لي لم تزل الواردات والمبشرات لك ، والمخاطبات ، وقيل لجدي : فالحمد لله الذي جعل هذا من ذريتك ، فحمد الله وسجد ، قال الختم : قيل لي إنك مختطف من نور النبي من ابتداء ما كان نوره ، قال الختم : قيل لي إنه معتنى بك من قبل وجود أبيك آدم بكذا وكذا سنة ، قال الختم : قيل لي إن من صليت عليه غفر له ، قال الختم : قيل لي أنت خاتم أعلا مقام في الولاية ، وليس فوقك إلا المهدي أكمل داع بعد النبي إلى الهداية ، ونظيرك المهدي وهذه بعض مخاطبات للختم t وكلها له هو والمهدي إلا شيء قليل . وقد تركنا بعض الكلمات الكبار خوفاً من عدم التسليم بعض الجهال بمقامات الأولياء رضي الله عنهم ونسأل الله أن ينفعنا به آمين يا رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
رؤية الختم مناماً بالحجرة النبوية
على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التحية
وبه الإعانة بداء وختماً وصلى الله علي سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً وسما
أما بعد : فهذه هدية الأستاذ ختم أهل العرفان الشريف ، المتحوف بعناية الملك اللطيف ، السيد محمد عثمان الميرغني ، الحسني الحسيني ، رضي الله عنه وأرضاه مما وقع له ولأتباعه مناماً من حضرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وبشره جده صلى الله عليه وسلم بها ، وخاطبه وباسطه ، وشفعه في أصحابه وأتباعه ، وأتباع أتباعه وجملة أهل طريقته إلى يوم القيامة ، فما أصبح من ذلك المنام إلا وقد رسمه ، وأرخه بيده الشريفة في ضحوة يوم ليلة لاثنين في شهر الله ذي الحجة سنة 1253من هجرة من خلقه الله على أكمل وصف ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين هم بالله أخوف ، ثم بعد رسمها من الأستاذ t تداولت من ذلك الوقت في أيادي المحبين ، أهل الفتح المبين ، وقد نقلها الشيخ عبد الرحمن كاشف ، تلميذ الأستاذ الميرغني ، وهو نقلها من الشيخ الشريف محمد الحريري ، وهو عن الشيخ الفضيل قطب العارفين وقدوة أهل اليقين ، وتاج المحققين ، شيخ الإسلام بمصر ، حسن القويسني ، أتحفه الله واختاره لمحل الإنعام آمين ، فقال t معنى حديث مسند عن النبي صلى الله عليه وسلم : اعلم أن المنام الصالح من الرجل الصالح ، جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة ، فمن كذب منام الرجل الصلح ، يقضي به إلى التكذيب بالحديث الشريف ، الله الله في الاعتقاد والتصديق بالنية الخالصة في مقامات الصالحين في مصباح كل مصباح ، فلا تعجب من فعل الملك الفتاح .
صورة المنام الذي حصل للشيخ ختم أهل العرفان السيد محمد عثمان أنزل الله على ضريحه سحائب الرحمة والرضوان ، وأمدنا بمدده كل وقت وأوان :
بينما هو في زيارته للروضة الشريفة عام ثلاثة وخمسين فبعد ما صلى صلاة العشاء الأخيرة يوماً من رمضان وكانت ليلة عيد الفطر رأى في منامه وهو نائم بين القبر الشريف والروضة t أن القيامة قد قامت ، والناس في شدة من التعب والحر والهول ، وإذا برجل راكب على جواد كصورة الياقوت فقلت له من أنت يا سيدي ؟ فقال : أنا عروس القيامة ، فقلت له شفعني في أصحابي وأحبابي ، فقال لي شفعتك بإذن ربي في أصحابك وأحبابك والذين يحبونهم فقال t : فتماشيت إلى المحشر فرأيت أهل الطريقة الختمية في صعيد من المسك والعنبر يسبحون الله ويهللونه وهم مشغولون بعضهم بعضا فناد فيهم مناد وقد ملأ السماء ذاك النداء : أبحت لكم جنتي فأنتم أحباب حضرتي قال : t فلما سمعوا النداء تنوعوا كأنهم نجوم وأخذتهم العبرات والسكرات خوفاً وهيبة من الله تعالى فما كان بعد درجة إلا وقد أقبلت إليهم سفن نوح عليه الصلاة والسلام من الجنة وصارت إلى الملائكة يخطفونهم واحد بعد واحد حتى امتلأت السفن وحلت قلاعها وطارت كما الطير حتى وصلت إلى حضرة القدس ثم بعد ذلك امتد الصراط ونصبت الموازين ودعيت الناس إلى الحساب وسئل من سئل ، وعوقب من عوقب ، واستقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ، وبغي في وسط المحشر أناس قليلون يقول بعضهم لبعض يا ويلكم دخلت الجنة أقوماً وأقوام في النار ، وأنتم ما بالكم هلموا إلينا نتقارب نحو الصراط ، فإن كنا من أهل الجنة يؤمر بنا إلى الجنة ، وإن كنا من أهل النار يؤمر بنا إلى النار ، فدنوا من نواحي الصراط وإذا برجل أقبل إليهم وقال لهم إنكم كنت في الدنيا تكذبون بفعل أهل الله أعوذ بالله من ذلك فلستم اليوم منا ، ولا لكم ما لنا ولا عليكم ما علينا ولا حظ لكم معنا ولا فينا ولا عندنا قال : وإذا بكلاب سود كثيرة قد أقبلت إليهم من نواحي الصراط فاختطفهم واحد بعد واحد وألقتهم على وجوههم في النار واللهب فصاحوا بأجمعهم وبكوا وقالوا نحن توسلنا بالنبي المصطفى ولد عدنان ، وبك يا سيدنا محمد عثمان ، قال t : فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم في إخراج هؤلاء القوم من العذاب ، فقبل مني وشفعني فيهم ، فسأل الله تعالى فأجابه بالغفران لهم : فاطمأنيت بإعطاء الملك الحنان وبشفاعة النبي ابن عدنان ، ثبتني الله وأحبابي وأهل طريقتي ومحبيهم أجمعين على محبة أهل الله المتقين .
وصورة هذا المنام أصبح مكتوباً على قميصه بهذه الصورة بخط مكي وعنبر أخضر ورائحة كالزعفران ، فلما أن رآه العلماء وأهل البصيرة غشي عليهم من كثرة البكاء والنحيب تأسفاً ، ومات منهم إذ ذاك الوقت جماعة : مما حل فيهم منهم السيد محمد اليماني ، وسيدي علي القوع ، وسيدي حسين الغيرواني ، وسيدي مصطفى الصفاوي ، عجل الله بأرواحهم إلى جنة المأوي آمين ، وكان سبب موتهم الاطلاع على صورة هذا المنام الشريف ومن الخط الذي أصبح مكتوباً على قميص السيد المذكور مهدي المهديين ، وقدوة المحققين ، وتاج العارفين ، قطع الله بسيفه بنان المكذبين والكافرين ، وأيضاً حكى t وهو في محفل مملوء من الأحباب والأصحاب وكل من لكلامه أصغى وأصاب بشره ببشارة عظيمة رآها مناماً وضمها في أبيات وترج بعضها خوفاً من التطويل والنسيان فقال :
قد رأيت الحبيب ليلا تجلى
لابساً حلة تكل عيوني
وجمالاً لم ترى عيناي مثلا
فقد تحلى أساورا من نضار
ولديه نادى أكابر iiرسل
وأمامي شيخي بجنب جليسه
ثم قال الحبيب إن إلهي
نو المتعال ومن ذاك أبرزن
بإشاراته إلى iiشيخي
هما في دنية وأخرى لدي
أقرب الناس إلي في كل منزل
وكذا جنة كثيب ومأوى
وظهور ومن يحب لهما
من يحب زينا قد أحب جنابي
من بغضني بغضته وأطال
فعليه الإله صلى وسلم
أن تراها ويفضل التجميل
له والصوت ليه يميل
والجينا والشأن ثم جليل
والملائكة والأنبيا كخليل
ومفيض النظام صبا نزيل
أول الخلق أبرزن يا جليل
نور نبي زين وهو يميل
ثم قال الصفي ذاك النبيل
أحب الخلق أي هما يا فضيل
ونية آخرة وحشراً مهيل
من بطون بطونا يا خليل
أقرب الناس مني نعم الوصيل
من بغضهم لبغض الشأن الجليل
في الكلام العظيم الجميل
ما أفاض المداد وجاء هطيل
وقال أيضاً محدثاً لنعمة أنعمها عليهم :
نحن مفاتيح للحضرات iiأجمعها
نحن متكآت المصطفى طه
ونحن برزخه بين النبوة والولاية
فمن يريد لماذا نحن قلناه
نعطيه ما خوله ونوله فوقا
ومن يقافي نسد الباب دونه iiلا
فقم مريد الغني ودم فينا فناً
ونحن باب الإله الواحد الصمد
ونحن أيضا فراش الرجل إلى للأبد
العظمى أي وبابه الحمد
يأتي إلينا بإخلاص بلا iiبدد
وذا بفضل مرقينا العلا سند
يجد دخولا ولو قد قام iiبالجهد
تلقى علوماً تنوف الحصر والعد
قال أيضاً بعض مريديه مادحاً له رضي الله عنه وأرضاه آمين :
أيا برزخ حاجزاً بين الرسل
وكم مرة بك جدك iiباهى
في أمم لكموا مثل هذا
وكم قال عثمان قرة iiعيني
ولو كان يأتي بعد نبي
وسأل المصطفى غوث وقت
فقال وهل تعلم إلا أن شخصاً
فقل له الغوث لا غير هذا
من أحب عثمان قد أحب جنابي
ومن كان في الأوليا حل شطحا
خليلا وموسى وعيسى ونوحا
أجابوا فقالوا له لا صريحا
حبيبي يكفيك ما قد مدحا
فعثمان كان له أوحي
وأنت ذا أحدث الناس iiفتحا
يزيد عليك كمالا ومنحا
مشيراً إليك وقد قلّ نصحا
ومبغضه أبغضني قبحا
وقال أيضاً أستاذنا الختم السيد محمد عثمان t لما يسر الله له الفتح بتفسير القرآن وبحمده شرعت في تفسير كلام الله تعالى القديم ، فلما وصلت إلى قوله تعالى : ] وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ [ في سورة الأنعام رأيت في تلك الليلة المصطفى صلى الله عليه وسلم في محفل من الرسل الكرام ، وهو يقول لي الأنبياء كلهم نقطة من نوري وطارت نقطة فتخلق منها صورة سيدنا إسماعيل الذبيح صلوات الله عليه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، فقال هكذا خلقوا من نوري والأولياء من نورك يا ختم . قال t : ثم نظرت ورأيت عن يمينه جبريل ، وعن يساره ميكائيل ، وأمامه الصديق وخلفه الإمام علي كرم الله وجهه ، فدنوت منه إدناء جيداً وقبلت جبهته الكريمة . ثم قال لي صلى الله عليه وسلم يا ابني ما قام بأمر الله في المؤمنين أحد بعدي مثلك ، شكر لله سعيك فقلت : كيف يا رسول الله ؟ قال تعبت في باقي المؤمنين ، ونصحتهم ، ما تعب فيهم أحد بعدي مثلك ، فقلت له : أرضاك ذلك ؟ فقال : أرضاني ، وأرضى الله فوق سبع سمواته وعرشه وحجبه ثم نادى يا رضوان عمر جنانا ومساكن لابني محمد عثمان وأتباعه وصحبه وأتباع أتباعه إلى يوم القيامة ، وقال يا مالك فحضر ، وقال عمر في النار مواضع ومساكن لأعداء ابني محمد عثمان ، وأطال الكلام في الواقعة ومن هنا اقتصرنا في الكلام خوفاً من الإطالة والنسيان .
اعلوا إخواني كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته ، ثبتني الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء ونسأل الله التوفيق لشكر النعم الجليلة إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير . ونختم هذه الرسالة بقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله .
رؤيا
سيدي السيد محمد الحسن الميرغنيرضي الله عنه
ونفعنا بهم في الدارين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبه الإعانة بداء وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسماً
أما بعد : فإنه لما كانت الليلة المباركة خمسة وعشرين من شهر شوال سنة ألف ومائتين وستين وثلاثة من هجرته صلى الله عليه وسلم ، رأى نادرة الزمان ومنبع الأنوار سيدي ومولاي السيد محمد الحسن الميرغني t رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا منامية في الساعة الثانية عشر من الليل أنه صلى الله عليه وسلم جالس في حجرته على كرسي من الذهب الأحمر وعليه نور أشد من نور الشمس وهو نور أحمر لا يكاد يطيق أحد النظر إليه وبجانبه كرسي ثاني دون كرسيه الأول فأمر بي أن أجلس على ذلك الكرسي ، وكذلك أمر رجل آخر أن يجلس معه ، ثم رأيت كرسياً آخر ثالثاً مثل الكرسي الثاني وهما أحمران فأمر ملكين يمسكاني من يدي ويجلساني على ذلك الكرسي ، ثم أمر بأسورة من الذهب أن يلبساني إياها ثم أمر بعقد من الجوهر بأن يوضع في عنقي وأن يجعل على رأسي تاج من الدر وفي رجلي حجلان من الياقوت ثم أمر أن يلقيا علي خلعتين خلعة من ذاتية صف وخلعة فوقانية حمراء ، ثم أمر أن يزفوني كما تزف العروس ثم أمر إسرافيل أن يصيح في أول الجيش ويقول : إن فلان عريس الحضرة الإلهية وعروس الحضرة المحمدية ، وفي آخر الجيش ميكائيل ليصيح كذلك ، وأن الجيش فيه مائة ألف وأربع وعشرون ألف من الملائكة وأولياء الأنس وأولياء الجن : شيء لا يحصى عددهم إلا الله تعالى .
ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرني ببشارة لا يمكن إبداؤها إلا في وقت وقوعها ورأيت كثيراً من رجال ونساء منهم في وقتنا هذا ، ومنهم من يسألني في المستقبل وهم ينوفون عن مائتي ألف فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبسوهم خلعاً من نور أخضر وأبيض وأصفر ، وأبي t جالس معي ، ونحن شركاء في البشارة ومعنا ثالث وهو شريكنا في البشارة لا في الجماعة وطريقته شاذلية وشيخه الخضر عليه السلام ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤتى بملائكة السماء الرابعة فأتوا وهم يقولون : يا حي يا قيوم بصوت واحد ، ووقفوا صفاً ، وملائكة كل سماء كذلك ثم أمر بثلاثة خيول أحدهما من نور أخضر ، والثاني من نور أصفر ، والثالث من نور أحمر فركبت أولاً على الجواد الذي من النور الأخضر ، والرجل الثالث على الجواد الثالث الذي من النور الأحمر ، والنبي صلى الله عليه وسلم راكب على جواد من النور الأبيض ، وأنا على يساره وأبي على يمينه ، والثالث أمامه حتى وصلنا حضرة مالك الملك ، والأنبياء كلهم راكبون على خيول بأنواع الأنوار ، والملائكة وأولياء الأنس ، وأولياء الجن يمشون حولنا ، فأتى من خلعة هذه الخلعة الإلهية نحو سبعون ألف خلعة فوضعت كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومكتوب على الخلع كلها يا حي يا قيوم ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع منه تلك الخلع وتلقى علي فخلعت على يد الروح الأكبر ، وخلع على أبي كذلك من الحضرة الإلهية سبعون ألف خلعة ومكتوب عليها يا حي يا قيوم ، وكذلك الثالث خلع مثل القدر المعلوم ثم أتى مناد من قبل الحق وقال أسكتوا يا أهل هذه الحضرة وأنصتوا فسكتوا ثم قال المنادى : إن فلان رئيس الحضرة الإلهية ، وعروس الحضرة المحمدية ، والإشارة للوالد رضي الله عنه ، ثم قام أهل المجلس جميعاً ، وباركوا لنا ذلك ، ثم أجلسني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذه الأيسر ، وأبي على فخذه الأيمن ، ولقنا : يا حي يا قيوم ، ثلاث مرات وقال إن مددي ومددكما بهذين الاسمين ، ومقدارهما كذا وكذا ، وتعمل مابين النهار والليل سبعون ألفاً ثم التفت إلى أبي وقال : أكثر من هذا الذكر ، وإن كنت مكثراً منه ، ثم التفت إلي وقال لي بعد الخلوة : أعمل كذا وكذا وروح إلى محل كذا وكذا ويكون لك فيه كذا وكذا . ثم مسك خالتي ست البنات من يدها وقال : هذه أمك في الدنيا وفي الآخرة ثم صاح وقال لي : يا ابن ست البنات فكأنها في تلك الحالة أقرب لي من أمي ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع عليها خلع من نور وتجلس مع أمهات المؤمنين ،
ثم رأيت أربعين رجلاً من أصحابي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخلع عليهم خلع من نور ولكل واحد منهم سبعون ألف خلعة أتت من الحضرة الإلهية مكتوب على خلعهم كلها اسم : يا حي يا قيوم ، ثم قال رسول صلى الله عليه وسلم : إن هؤلاء الرجال كلهم ينالون الغوثية بحياتك ، فمنهم من أخذ العهد على أبي ، ومنهم من أخذ العهد علي ، ورأيت في ذلك الوقت كلهم منسبون إلي ، فمنهم من بلغ الرجولية ، ومنهم من هو صغير دون البلوغ ، ثم صاح مناد من قبل الحضرة الإلهية وقال : إن فلان وفلان إلى تمام الأربعين إنهم رءوس الحضرة الإلهية وعروس الحضرة المحمدية ، ثم جعلوا كلهم على كراسي من نور شبه الكرسي الذي أنا عليه جالس ، ثم لقنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حي يا قيوم ثلاث مرات ، وقال لهم ستنالون مقام شيخكم في حياتكم قبل مماتكم ثم إني التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عني ثلاثاً ، وأنا أكرر عليه ثم أشار إلي بالسكوت فسأل أبي مثل سؤلي له مرتين ، وفي الثالثة التفت إليه وقال : هذا الجمع هم أولادك ، وأشار إلى الأربعين رجلاً فسكت أنا ، وبشر أبي الأربعين رجلا أنهم ينالون مقام السطو حية حتى يصلوا النبوة وأنهم يكونون معه في منزل في الجنة ، وأنهم ينالون مقاما ما ناله أحد من قبلهم غير الأنبياء ولا يناله أحد بعدهم ، وأنهم رءوس هذه الأمة ويزيدون على رءوس الأولياء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
|