عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2010, 04:51 PM   #5
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
الصورة الرمزية مصطفى علي



مصطفى علي is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى مصطفى علي إرسال رسالة عبر Skype إلى مصطفى علي
Unhappy رد: الرسائل الميرغنية .


الرسالة الخامسة


الحضور في الصلاة للسعداء من أهل حضرة الله


تأليف


السيد محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنه



المقدمة


به الإعانة بداء وختماً وصلى الله على سيدنا محمد ذاتاً ووصفاً واسما
الحمد لله جاعل الحضور في الأعمال هو الذي عليه مدار ثوابها بلا إمهال والصلاة والسلام على رسوله كامل الحضور ، وآله وصحبه أهل النور .
وبعد : فيقول بواب الغني ، السيد محمد عثمان الميرغني ، أبا محمد وزينب المكي ، كان له الحنان : هذه رسالة سميتها :

{ الحضور في الصلاة لمن أراد أن يكون من أهل حضرة الله }

اعلموا أيها الإخوان جعلنا الله وإياكم من أهل حضرة من اسمه الرحمن الرحيم أنه ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يقبل الله من عبد عمل عملاً حتى يشهد بقلبه من بدنه )) وجاء (( إن الصلاة لا يقبل منها إلا ما يثاب عليه ))
فينبغي لكل مؤمن إذا جاء الصلاة أن يفرغ قلبه من شغل الدنيا فإذا كبر للاستفتاح يستحضر أن عظمة الله اكبر من كل شيء فيشتغل به سبحانه وتعالى وإذا قرأ الاستفتاح يستحضر تنزيه الله ويحمده على ذلك التوفيق وكذلك التنزيه ويستحضر أن لا معبود إلا الله فإذا قال : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يستحضر رحمة الله له بالإيمان والإسلام ، وجواب الحق بقوله : ذكرني عبدي ، وإذا قال (الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يستحضر تربية الله للعالم . وهو من جملتهم وإمداده له بالسمع والبصر والقوة وغير ذلك ، وقوله : (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يستحضر رحمة الله له بالتوفيق للصلاة والحضور فيها ، وقول الله : أثني علي عبدي ، وإذا قال ، (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يستحضر وقوفه يوم القيامة بين يدي الله ويسأله عن تلك الصلاة هل أحسنها وحفظها أم ضيعها ؟ وقوله : مجدني عبدي وإذا قال (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يستحضر أنه أعانه الله على الأعمال ، والقيام في صلاته هذه حضوره فيها بالله ، وقول الله : هؤلاء بيني وبين عبدي . وإذ قال : (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) يستحضر الدين القويم والإقامة على الحق ، وإذا قال : (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) يستحضر طريق الرسل والأولياء ويطلب من الله الوقوف معه ويستحضر قول الله : هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل ، وإذا قال (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) فيستحضر في الصورة مثل معانيها وخضوعه للحق وطلبه القبول والمغفرة ، وإذا ركع يقول : سبحان ربي العظيم (ثلاثا) ويقول بعد الثالثة : عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ، ويستحضر تعظيم الحق عن كل ما يخطر بباله ، وأن الاشتغال بما للحق أولى ، ويقول مع الرفع بعد ربنا ولك الحمد : ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ، ويستحضر الحمد والثناء على لله بما أنعم عليه من أنواع النعم التي لا تحصى من مأكله ومشربه وملبسه وذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده وتكبيره وغير ذلك ، ثم يسجد ويقول : في سجوده سبحان ربي الأعلى (ثلاثا) ويقول بعد الثالثة عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ويستحضر أن الحق أعلى من كل شي وأنه ينبغي أن يطلب رضاه وإتباع أوامره واجتناب نواهيه ثم إذا قعد بين السجدتين يقول : رب أغفر لي (ثلاثا) أو الدعاء الآخر ، ويستحضر طلب المغفرة والستر والجبر من الحق ، ثم إذا قعد يتشهد يستحضر أن الأعمال الطيبة الزكية الصالحة لله ، وإنما هي التي تقبل عنده سبحانه وتعالى ، وإذا قال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، يستحضر أنه حاضر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأن شيخه هو الواسطة بينه وبين جواب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويطرق رأسه ويتأدب ، ثم إذا قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، يستحضر أنه سلم على كل عبد صالح في السماء والأرض ، وردهم له ، وإذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله ، يستحضر إتباعهما لأوامرهما واجتنابه لنواهيهما ، وإذا أقام الصلاة ، يستحضر طلب الرحمة للنبي صلى الله عليه وسلم زيادة في شرفه وعلو درجته ، وإذا قرأ الدعاء يذكر عذاب القبر وما معه في الدعاء ويطلب الإعاذة من ذلك ، ويكون آخر تشهده غالباً : اللهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم لأنها غالبا كان يختم بها النبي صلى الله عليه وسلم صلاته ويستحضر طلب المغفرة لذنوبه المتقدمة والمتأخرة ، ثم يسلم على يمينه ويساره ، ويقصد بسلامه الإمام ومن على جانبه وجميع المخلوقات ويستحضر تأمينهم من شره وخديعته ، ثم يقول استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه (ثلاثا) لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يقول بعد الصلاة ، ويقول : من قالها ثلاثاً غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البر ) ويستحضر عند الأولى منها استغفاره من صلاته وما نقص وفرط وغفل فيها ، وعند الثانية استغفاره أي عدم أهليته وقيامه بأركان الاستغفار ، ثم يقرأ آية الكرسي لما ورد أن من قرأها بعد الصلاة تولى الله قبض روحه بيده ويأتي بالباقيات الصالحات ويقرأ أساسه ، والجميع بحضور قلب ويتخيل شيخه ، وإذا ترقى يشهد أعلى من ذلك بحسب فتحه .
قد انتهت هذه الرسالة في مقدار نحو ساعة ضحى يوم الثلاثاء أحد وعشرين من شهر ذي الحجة سنة 1239 ه ببندر حرقيقو وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم


مصطفى علي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى علي ; 02-15-2010 الساعة 05:24 PM.
رد مع اقتباس