مجاهدة النفس:
عُرف رضي الله عنه بالأخلاق الحميدة فالحلم صفته والصبر على المكاره ديدنه والعفو مع المقدرة شيمته ، والتمسك بالشريعة منهجه . وقد تمكن من قهر حظ النفس من الظهور وراضها بالترفع عن طلب حظها من هذه الدنيا الفانية. وعمل على مجاهدة نفسه وشدّ عليها بالعمل ليل نهار لتكون خالصة لبارئها من أية شائبة رياء ، وتوفيقا من عند الله صارت سلسة منقادة في مرضاة الله فسمت في ملكوت الله وحبه ، فأشرقت أنوار المعارف ولطائف المنن على قلبه ، فترقَّت روحه في مقامات الولاية المقام تلو المقام وترادفت نفحات الاصطفاء الإلهي عليه ، فصار باطنه ظاهره وظاهره هو باطنه .
مساعدة الناس:
عُرِفَ رضي الله عنه بلين الجانب والتواضع والتبسط مع الناس، يسعى في قضاء حوائجهم ، مهموما بمشاكلهم يسعى في حلها بجهده وماله وحاله بغض النظر عن كون صاحب المشكلة رجلا أو امرأة ، كبيراً أو صغيراً ، مسلماً أو غير مسلم .
مجال الدعوة والإرشاد:
عمل مولانا رضي الله عنه على إرشاد وتربية طلبته ومريديه ومحبيه للتقيد بالشريعة الغراء والعمل بما تعلموه منها إخراجاً لأنفسهم من دنك البهيمية . كما نمَّى وشذَّب عقيدة التوحيد لديهم لينعموا بالإيمان وتقوى الله ويسبحوا في فضاء الرحمة الواسع ،
وقام بغرس شجرة المحبة النبوية لديهم وسقاها بماء الوصال فناءً في حب رسول الله وآله وصحبه ، وعمل على تعهد تلك الشجرة بمحبة الصالحين وأهل الله أجمعين حماية لها من مزعجات الليالي لتصل لمحبة الذات العلية فناءً في مقام كن فيكون .
وبيَّنَ لهم أن أيسر سبيل لتثبيت عقيدة التوحيد أن يصحب المريد شيخاً عارف المسالك يقيه في طريقه من المهالك يذكِّره الله إذا رآه ويوصل العبد إلى مولاه ، وبيَّن أن عصب عقيدة التوحيد ووسيلة صلاحها يكون بالتزام التصوف ، لأنه يساعد السالك والمريد في جوانب حياته الدينية والدنيوية معا مما يوجد التناغم بين عمل المريد واعتقاده . عَمِلَ على تمسك تلاميذه ومحبيه بالطرق الصوفية التي ينتمون إليها ، وسلَّك من لا طريقة له على الطريقة التي فيها منفعته في الدنيا والآخرة . أقام حلقات تلاوة المولد النبوي الشريف واحييا كافة المناسبات الدينية ، وصار المدح النبوي وقصائد القوم هما شغله الشاغل وكان يقيم ليالي المدح ومن أشهرها الليالي الخمس في كل من :
الحاج يوسف .
غار الشريف عويضة قرب عِدْ بابكر .
الجريف شرق .
الشيخ البنداري .
الشيخ ودمولى .