[سراج الدين احمد الحاج]

من كتاب الوعظ الثمين للامام الختم رضى الله عنه
الباب الثامن (فى فضل صلة الرحم )

عن عبدالله بن ابى اوفى قال: كنا جلوساً عشية عرفة عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لايحل لمسلم أمسى قاطع رحم ان يجالسنا فليقم عنا ، فلم يقم
الا رجل واحد فى أقصى الحلقة ، فمكث غير بعيد ثم جاء فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم : مالك يافلان ، لم يقم احد غيرك؟
فقال: يارسول الله سمعت الذى قلته فاتيت خالةً لى كانت تصارمنى
( اى تقاطعنى ) فقالت ماجاء بك الى ؟ فاخبرتها بالذى قلته آنفاً
فاستغفرت لى واستغفرت لها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحسنت ياهذا اجلس الينا ، فإن الرحمة لاتنزل على قاطع رحم
ولاقوم بينهم قاطع رحم . فقال الفقيه ابو الليث : فى هذا الخبر دليل
على أن قطع الرحم أعظم الذنوب ، لأن الرحمة لاتنزل على جليسه من أجله.
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة من أخلاق اهل الجنة
لاتوجد الا فى الكريم : الاحسان الى المسىء ، والعفو عمٌن ظلمه
والبذل لمن حرمه .
وقال بعض العلماء : ان الرجل ليصل رحمه ومابقى من عمره الا ثلاثة
ايام فيزيد الله فى عمره ثلاثين سنه وان الرجل ليقطع رحمه وقد
بقى من عمره ثلاثون سنه فيحطه الله الى ثلاثة أيام .