[سراج الدين احمد الحاج]

من كتاب الوعظ الثمين للامام الختم رضى الله عنه
الباب السابع (فى فضل الصبر على المصيبة )

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ياغلام الا اعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ قلت : نعم قال: احفظ لسانك
واحفظ الله يحفظك ..احفظ الله تجده امامك ..تعرف الى الله فى الرخاء
يعرفك فى الشدة واذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله فقد
جف القلم بماهو كائن ، فلو ان الخلق كلهم ارادوا ان ينفعوك بشىء
لم يقدره الله لم يقدروا على ذلك ، ولو ارادوا ان يضروك بشىء
لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك ، فاعمل لله بالشكر واليقين
فان لم تستطيع فاعلم ان فى الصبر على ماتكره خيراً كثيراً ، واعلم
ان النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسراً.
وقال يزيد الرقاشى : اذا دخل الرجل قبره قامت الصلاة عن يمينه
والزكاة عن شماله والبر يظل عليه والصبر يحاجج عنه فالصبر
افضل الاعمال ، والله تعالى يقول :
( إنما يُوفٌى الصابرون أجرهم بغير حساب)
وقال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما : شكا نبى من الانبياء
الى ربه فقال: يارب العبد المؤمن يطعيك ويتجنب معاصيك وتزوى
عنه الدنيا وتعرض له البلاء ، والعبد الكافر لايطعيك ويتجرأ على معاصيك،
وتزوى عنه البلاء وتبسط له الدنيا . فاوحى الله تعالى اليه:
ان العباد لى والبلاء لى ، ويكون المؤمن عليه من الذنوب مايستوجب
عليه العقوبه منى فازوى عنه الدنيا واعرض عليه البلاء ، فيكون ذلك
كفارة لذنوبه حتى يلقانى فأجازيه بحسناته فى الاخرة ، ويكون للكافر
حسنات فى الدنيا فأبسط له الرزق وأزوى عنه البلاء فأجازيه بحسناته
فى الدنيا حتى يلقانى فأجازيه بسيئاته.
وروى عن عائشة رضى الله عنها ، عن النبى صلى الله عليه وسلم،
قال: مايصيب المؤمن من نصب ولا وصب ، حتى الشوكة يشاكها
فما فوقها الا حط الله عز وجل بها خطيئه ورفع له بها درجة فى الجنة يوم القيامة