عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2010, 11:48 PM   #48
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: منتديات السادة الختمية تنعي الخليفة تاج السرعلي الشيخ...


بقلم: عبدالعزيز الجعلي
السوداني: 10 أُغسطس 2010م

ها نحن نجتمع اليوم فلا نجدك بيننا..
ها نحن نُفاجأ بأن قمرنا الذي كان يضيء أمامنا الطريق ويقودنا إلى ساحات الذكر، وأماكن العبادة، ويحثنا على عون المحتاج، والمسكين، وعابر السبيل... هذا القمر قد غاب....
هانحن نجد أنفسنا أمام امتحان عسير.. لأننا فقدنا الرمز الذي كان يعلمنا إن الإسلام عقيدة وطهارة للنفس والقلب، وتعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.. وأن الصوفية تطبيق لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. والتزام بنهجه ودعوته، وندائه الخالد.. كونوا عباد الله إخوانا.. ولذلك كنت تعتقد أن ابن الشمال أخوك.. وابن الجنوب أخوك.. وابن الشرق أخوك.. وابن الغرب أخوك..
الخليفة تاج السر علي الشيخ.. لقد انعكس ذلك على نهجك السياسي، وأنت الختمي الأصيل، والاتحادي الصلب.. ومن ثم ، فإنني لن أنسى أنك كنت تقول لنا: إن علينا أن نمارس مسئوليتنا السياسية بصدق.. وأن ننطلق من مثلنا وقيمنا ومبادئنا وأهدافنا بصدق أيضاًَ.. وأن نتعامل مع ما حولنا من سياسات مغايرة بنفس الروح حتى يكون لنا دور في تحقيق الوحدة.. وحدة الوطن، ووحدة الشعب، والالتزام بمسئوليات الحاضر ومتطلبات المستقبل..
لن أنسى ذلك، وأنا الذي عرفت فيك الصديق الوفي، والخلق النبيل، والابتسامة الجميلة، حتى في وجه من أخطأ في حقك...
ولو رأيت عليك رحمة الله الخليفة تاج السر علي الشيخ، كيف بكاك الجميع، أبناء طريقتك، وأبناء الطرق الأخرى، أبناء حزبك وأبناء الأحزاب الأخرى... ونحن نسير خلف نعشك، ليوارى جثمانك الطاهر بين الطاهرين من أمثالك، عرفت كم هي مُرةٌ دموع الرجال، وكم هي حارقة، وكم هي أبلغ تعبير عن عظم الفقد... ولم يكن غريباً وجليل الحدث، وعميق الحزن والأسى.. شعرنا تدفق دموع المطر غزيرة حيث وضع جثمانك الثرى حتى نعرف أن هطول الأمطار في تلك اللحظات يدل على أن الفقيد عظيم ورحيله لم يترك وراءه جفافاً وإنما ماءً غزيراً يبشر بالخير للأحياء من بعده لبني وطنه.
لقد عرف الكثيرون غيري أنك تسير على نفس الطريق الذي رسمه أبو الوطنية خالد الذكر مولانا السيد علي الميرغني، وهو أن السياسة في السودان لها طريق واحد.. هو أن يعرف أبناء السودان كيف يتعايشون على مختلف معتقداتهم وأحزابهم، وألوانهم، ومناطقهم... وأن يعرفوا كيف يستفيدون من التنوع الثقافي والعادات والتقاليد والرؤى السياسية المختلفة حتى يضمنوا لوطنهم الأمن والاستقرار.. حتى يشكلوا الجبهة الوطنية القوية.. التي تقف في وجه الأعداء فتصدهم، وتتصدى لكيد المتآمرين، فتكشف تآمرهم وأن يعرفوا أن وطنهم مستهدف...مستهدف في تاريخه وفي حاضره ومستقبله.. لأن ما منحه الله، من إمكانيات وثروات في أرضه، وفي جوفها، وعلى سطحها، يغري أعداءهم، للعمل من أجل بث الفرقة بينهم، والعداء بين مجموعاتهم، فيكون الصدام، ويكون التقاتل.. وتكون الأحقاد التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة.. كانت تلك هي نظرتك... ومنها كان تعاملك مع أبناء وطنك كلهم وبلا استثناء.. ومنها جميعاً أخواتك..
إن ما يربطك بهم، هو الوطن.. هو سلامه ووحدته.. هو التضحية في سبيل هذا الهدف والعمل من أجل تحقيقه بلا توقف..
هكذا عرفناك منذ تفتح عقلنا على مسئوليتنا السياسية والاجتماعية... وهكذا كنا نفرح حين نلتقيك... ونسعد أكثر عندما يطول هذا اللقاء..
أكتب هذا وجرح فقدك ينزف في قلبي وأفكر كيف أقف بين الذاكرين، ولا أجدك بينهم، بقامتك الفارعة، وجسمك النحيل، وتعابير وجهك المعبرة عما في نفسك من معانٍ سامية، وقناعة بعظمة الموقف، وغياب عن كل مغريات الدنيا بسبب اللحظات التي تعيشها.
عليك رحمة الله الخليفة تاج السر علي الشيخ.. لقد فقدناك جسداً ولكنك لن تغيب عنا روحاً وإخاءً وحباً... لقد إختارك الله إلى جواره.. ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره.. ونبتهل إليه أن يكرم مثواك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وحسن أولئك رفيقاً.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. الخليفة تاج السر... سلام!

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس