[أبو الحُسين]

مات صاحب السيرة العطرة

آخر لحظة - مصطفى أبوالعزائم الخميس, 05 أغسطس 2010

شيّعت أم درمان قبل يومين أحد رموزها الكبرى.. واحتضن ثرى مقابر البكري جثمان الخليفة تاج السر علي الشيخ، أحد رواد الصناعة الوطنية وواحداً من آباء صناعة العطور في السودان إن لم يكن أباها الأول.. رحل الشيخ الجليل مؤسس شركة تاج للتجميل صاحبة أشهر نوع من الحناء ليس في السودان وحده بل في كل المنطقة العربية والأفريقية.
والراحل المقيم، مولود في كبوشية - حسب معلوماتي - إلا أنّ أرتباطه وارتباط أسرته بأم درمان كان هو الأقوى، إذ ذكرت إحدى بناته النابغات وهي السيدة الدكتورة سعاد تاج السر علي الشيخ المقيمة بالولايات المتحدة مع زوجها زميلنا الصحفي الكبير والأستاذ الجامعي المعروف الدكتور عبد الله جلاب، ذكرت في حوار صحفي معها، نشرته إحدى الصحف من قبل، عندما سألها المحرر عن انتمائها القبلي إنها دهشت لذلك السؤال مع التأكيد على الفخر والإعتزاز بكل الجذور السودانية، إلا أن قناعاتها الخاصة هي أننا - وتقصد أفراد أسرتها - تجاوزنا ويجب أن نتجاوز هذه الدائرة، لأننا سودانيون أولاً وأخيراً.
لقد كانت هذه هي آثار تربية الشيخ الجليل تاج السر علي الشيخ على أبنائه وبناته، وقد بذل الراحل المقيم أكثر وقته للعبادة بشقيها المعروفين، عمل الطاعات والعمل، وكان - رحمه الله - مادحاً للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، صاحب صوت رخيم ومؤثر تحفظ له مكتبة الإذاعة السودانية العديد من التسجيلات في المديح والإنشاد.. وهو أب فاضل ورب أسرة نموذجية كونها مع زوجته الراحلة «ريّا الشيخ» رحمها الله، فقد أنجبا من البنين والبنات ما تفخر بهم الأمم لا الأسر، والراحل والد الباشمهندس محمد تاج السر، والأساتذة أحمد ويوسف والمهندس عبد الله والأستاذات عطيات وأم كلثوم وسارة والدكتورة سعاد والدكتورة إنعام.
والشيخ الجليل الراحل تاج السر علي الشيخ هو أحد أعمدة الطريقة الختمية وهو (خليفة خلفاء) في درجته الرفيعة، ولا يعرف عنه أهله وعشيرته وجيرانه في حي العمدة بأم درمان ولا يعرف عنه أحد من العاملين معه في مصانعه وأعماله الواسعة، ولا يعرف عنه كل من عرفه وتعامل معه إلا الخير وعمل الخير.
رحم الله أحد آباء الصناعة الوطنية وأحد آباء مدينة أم درمان التاريخيين، وجعل الله البركة في أبنائه وبناته وذريته إلى يوم الدين، وتقبله قبولاً حسناً مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. آمين.