الموضوع
:
الذكرى السنوية للسيد محمد هاشم الميرغني بإريتريا بمصوع .
عرض مشاركة واحدة
07-22-2010, 12:30 PM
#
4
مصطفى علي
مُشرف المكتبة الصوتية
رد: الذكرى السنوية للسيد محمد هاشم الميرغني بإريتريا بمصوع .
وأما كراماته رضي الله عنه فعزت أن تحصر ، فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فمنها : أن أحد خلفائه حكى أن رجل من بني عامر أتى إلى السيد هاشم وهو حزين جداً ووقع على السيد بصدق نية طالباً شفاء ولده وأكثر عليه الإلحاح ، فقال السيد للولد المعقد : " قم بإذن الله تعالى " ، فما أتمَّ السيد حديثه إلا وقام الولد على رجليه يمشي ، ومنها : أن خليفته حكى أنه كان مع السيد بكسلا بجهة الختمية ومعهم جمع من الخلفاء في مجلس أُنسٍ ، فتحدث مع السيد وطلب منه أن يريه المنازل التي كانوا بها بمكة المكرمة والمدينة المنورة لمشاهدتها عياناً وألحَّ عليه وأكثر عليه الطلب ، فقبض على عنقه قبضة قوية ن وقال له : " إنظر " ، فأقسم بالله أنه شاهد المنازل على هيئتها بلا ريب ، ومنها : أن السيد طلب منه شربة ماء فخرج لملئ الكأس فحضر فلما دخل الحجرة وجد حضرة السيد هاشم شخصين كلاهما هو ، فرجع خوفاً وتحيراً ثم تماسك وعاد وأعطى أحدهما الكأس وملأ كأساً أخر فناوله وأخذه ، وبعد برهة من الزمن عاد السيد هاشم كما كان ، ومنها : أنه كان مع السيد هاشم بالختمية في ليلة ممطرة شديدة الظلام فطلب من الخليفة أن يجلب له لبناً فخرج مدة من الزمان وعاد ليعطيه السيد فوجد سريره خالياً من ذاته الشريفة ، فألتفت يمنى ويسرى و وجد السيد مضطجعاً في الهواء فرجع بأثره إلى الباب بسرعة ثم عاد بعد أن أحدث حركة قبل دخوله فأذن له فوجده متكئاً على سريره وناوله اللبن فعاتبه على الدخول بغير إستئذان ، ومنها : مما نقل عن خليفة آخر أن السيد كان موجوداً بكسلا في جنينة ذات رياض وعمران ، فحضر جماعة معهم رجل مزمن في المرض أعيا الأطباء داءه وكادت روحه تفارقه لشدة علاجه وألمه لا يرتاح أبداً ، وطلب أهله من السيد أن ينظر له ، فرفع يديه الكريمتين مبتهلاً إلى الواحد المنان ، فما تمََّ دعاؤه إلا وشفي الرجل وصار يسعى على قدميه وعاش ماينوف الخمسة وعشرين سنة بعد ذلك في صحة وطيب خاطر ، ومنها : وأنه كان أيضاً مع السيد بالختمية في منزل وحضرت إمرأة من بني عامر بعد المغرب ووقعت على رجلي السيد وأقسمت عليه أن يدعو الله لأختها المريضة بالشفاء وكانت ملازمة الفراش ثلاثة أشهر وأحضرتها للسيد لتحصل لها البركة فجاءوا بها فتفل عليها السيد بريقه الشريف فحصل لها الشفاء وقامت مع أختها كأن لم يكن أذية ، ومنها : أن من تلامذته طلبوا منه أن يزورهم لأنهم حصل لهم ضرر عظيم من الفئران التي أكلت بذور مزارعهم بالقاش حتى أنهم يزرعوها ثم لا يجدوا في الصباح شيئاً وخافوا الهلاك من عدم النتاج فطلبوا من السيد رفع هذا البلاء المتوجهة فأمر رضي الله عنه أن يؤتى له بواحدٍ من الفئران فأحضروه أمامه فلحظه ببصره الشريف وتفل عليه ريقه فهلك في الحال وبشرهم برفع هذه الآفة المؤذية ، فكان كما بشرهم به ورفع الله عنهم ببركته وأنعم عليهم ، ومنها : أنه كان متوجهاً مع جماعة من الخلفاء إلى بلدة في ليلة شديدة الظلام وأمطرت عليهم السماء فسالت الوديان فتاه جماعة عن الطريق فأضاء لهم نور الأستاذ كالسراج ومشوا فيه إلى أن وصلوا فيالها من فضيلة ، ومنها : أن شخصاً قد تكلم معه بكلامٍ غير لائق بمقامه ، فقال له : " إسكت " ، فلم ينطق بعدها قط ، ومنها : أن شخصاً من كبار الخلفاء كان يدلك أرجل الأستاذ وهو مضطجع على سريره ولم يكن بالمكان أحد ، وأخذت السيد سِنة من النوم ، فبعد برهة وثب رضي الله عنه قائماً كهيئة الطير ثم طار فنزل عند زير الماء وألقى على نفسه ماءاً كثيراً وتكلم بكلام لا يفهم معناه إنسان ، ثم رجع إلى محله كما كان ، فرأى تلميذه واقفاً فسأله : " هل رأيت أمراً مني وأحوالاً غيبية " فأجابه إستحياءاً : " ما نظرت شيئاً ياسيدي " ، فتبسم فأخجل البدور من ثناياه المنظومة كاللآلي ، ومنها : عن ثقاة رواته أنه لما كانت هنالك حروب بجبال الحبشة مع الإيطاليين وأشتد القتال ، قالت عساكر المسلمين : " إننا شاهدنا السيد هاشم ونحن في معمعة القتال والحروب النارية " ، ورأوه واقفاً أمامهم وحفهم الله بعنايته ، ومن أعظم كراماته إسلام النصارى على يديه ومسلكهم الشريعة الإسلامية فكم من الأحباش قد أسلموا على يديه ونالوا عظيم المنا وكان ينزل إليه من رؤوس الجبال كبار الرهبان ويسلمون على يده الشريفة ، ومنهم أن أحدهم دخل قلبه شيئاً من الإسلام وهو نصراني فليلة ذلك رأى في المنام أمراً هاله وأفزعه وعطش حتى كان أن يهلك فرأى نهرين أحدهما عذب فرات ماءه أبيض من الثلج وأحلى من العسل والآخر ملح أجاج فيه حيات وعقارب ، فأراد أن يشرب من الماء العذب فمنعه الحفاظ وقالوا له : " ما هذا ماؤك بل الآخر إلا أن تكون من الأمة المحمدية " ، فحين ذلك رأى السيد محمد هاشم الميرغني فأخذه بيده وأسقاه من النهر العذب حتى إرتوى ، فدخل على قلبه نور الهدى والإيمان ولما أصبح صار ممتلأً بالوحدانية ، ومصدقاً بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ، فنزع ما كان له من رئاسة وملك وزهد ، وصار يبحث عن السيد هاشم حتى وصل إلى مصوع فأول ما وقع على بصره السيد هاشم ، فقال : " هذا مطلوبي هذا مرغوبي هذا محبوبي وهذا شيخي ومرشدي " ، وقبل ثلاثة أيام من وصوله بشر السيد بقدومه وأمر أن يهيئوا له مجلساً ولما حضر أسلم على يد الأستاذ وأكرمه غاية الإكرام ثم أشار له بالتوجه إلى مكة المكرمة ،ومنها : أن السيد كان بمنزل أحد الخلفاء وقدم له طعام في وقت ظهيرة ، فذاق منه وتركه ، فقال له أحد الخلفاء : " كُلْ يا سيدي لتحصل لنا البركة " ، فرد عليه : " كيف أكل وأنت مفارق الدنيا بعد قليل أيام " ، وكان الرجل على صحة جيدة ، فقال له : " ياسيدي كيف العمل " ، فقال له : " تأهب إلى لقاء مولاك الحنان المنان " ، فأخذ بالتأهب والإستعداد وأحضر كل ما يحتاجه في حالة الممات وكتب وصيته ، وبعد ثلاثة أيام من كلامه قام يتمشى بمنزله ليلاً فلدغته عقرب فتوفى إلى رحمة الملك الديان ، ومنها : أنه كان بمنزل أحد أحبابه في ليلة مظلمة شديدة الظلام والرعد ودخل عليهم في منتصف الليل راكباً دابة وفي نفس الوقت وقعت صاعقة قوية على نخلة فقطعتها إرباً إرباً وسلَّم الله منها صاحب المنزل وعائلته ولم يحصل لهم أذى فعلموا أن السيد ما أتى إلا لأغاثته ، ومنها : أن أحد الخلفاء في فلاة بالقاش قابلهم أسد عظيم بارز الأسنان عينانه كأنهن النار ، فأرتعدت فرائصم خوفاً منه فنجوا منه فعند عودتهم للسيد قصوا عليه ذلك فقال لهم : " إرجعوا إليه وعرفوه أن السيد هاشم الميرغني يدعوك أن تحضر إليه سريعاً " ، فرجعوا وعرفوه فهدى هيجانه ومشى معهم بدون تنفر بهيمي حتى وصل ووقف أمام الأستاذ بإجلال وإنكسار ، فكلمه السيد رضي الله عنه بحروف لم يفهموها ، وقد أمرهم أن ينظروا إليه ولجميع أعضائه المخيفة وهو واقف أمام الأستاذ على أتمِّ الأدب ، وأمرهم أن يعطوه لحماً فأكله وبعد ذلك أمره بالإنصراف فرجع إلى موطنه قاطعاً الوديان والفيافي .
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم
بالتسجيل من هنا
مصطفى علي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى مصطفى علي
زيارة موقع مصطفى علي المفضل
البحث عن كل مشاركات مصطفى علي