ربما نحتاج الي تعريف الربا اولا؟
الربا هو ان تستغل حوجة الناس وتطلب منهم اكثر مما اقرضتهم - اذا قبلنا هذا التعريف - هل كل تعاملات البنوك مع الناس هي تسليف اموال وردها؟؟
لا بد من ان نقترح بديلا لمن يريد ان يقترض مالا لحاجة ماسة اذا ما رضينا بالموجود
عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة رضى الله عنه قال: قال رسول الله

:
((درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله تعالى من ستة وثلاثين زنية)).
إن الصدقة هي الوجه المشرق الصالحة للمعاملة التي يتعامل بها الناس، ويقابلها الوجه الكالح الطالح وهو الربا، وشتّان بين الوجهين:
فالصدقة عطاء وسماحة، وطهارة وزكاة، وتعاون وتكافل.
والربا شح وقذارة ودنس، وأثرة وفردية.
والصدقة نزول عن المال بلا عوض ولا رد.
والربا استرداد للدين ومعه زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين أو من لحمه، من جهده إن كان قد عمل بالمال الذي استدانه فربح نتيجة لعمله هو وكده، ومن لحمه إن كان لم يربح أو خسر، أو كان قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله ولم يستربحه شيئا.
ولهذا تحدث القرآن عن الصدقة ثم أتبعها بالحديث عن الربا، الوجه الآخر الكالح الطالح، وكشف عما في عملية الربا من قبح وشناعة، ومن جفاف في القلب وشر في المجتمع، وفساد في الأرض وهلاك للعباد.
ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا، ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ من التهديد في أمر الربا.
ولما كان الربا قد شاع في عصرنا هذا شيوعا كثيرا جعل السلامة منه من الصعوبة بمكان، كان لابد من الحديث عن الربا وبيان خطره وخطر عقوبته لعل المرابين يتقون أو يحدث لهم ذكرا، فنقول وبالله التوفيق:
الربا في اللغة: الزيادة
قال تعالى:
وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت 
[الحج:5].
وهو في الشرع: الزيادة في الدين على رأس المال قلّت أو كثرت، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
قال تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة 
[آل عمران:130].
وليس القيد هنا لإفادة الشرطية، ولكنه لبيان الواقع فلا يعتد به، بدليل قوله تعالى:
وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم 
[البقرة:279].
وقال النبي

:
((اجتنبوا السبع الموبقات...)) وعدّ منها الربا.
وقال

:
((الربا بضع وسبعون بابا، أهونها مثل إتيان الرجل أمه)).
وقال

:
((ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة)).