[أمة الختم]

نرى كثيراً فى أنفسنا ومع إخواننا أثناء الذكر أو عند مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتمايل البعض بالجسم كله أو بالرأس فقط أو أى إنفعال بسيط من حلاوة الذكر والفرح به(لا علاقه لهذا الحديث بمن يتصنع التمايل أو يتصنع الزيادة الملفته فى التمايل نحن نتحدث عن الصادقين)
وكما هو متعارف عليه عند الصوفيه أن يسمى ذلك وجدً فهل حدث هذا الوجد على عهد المصطفى والصحب الكرام وكيف كان رد فعل المصطفى حال حدوث ذلك أمامه وهل حدث ذلك للمصطفى نفسه صلوات ربى و سلامه عليه

لذا دعونا نتنقل فى عُجاله بين رياض المحبين ونرى

* روى أن سيدنا جعفر إبن أبى طالب إبن عم المصطفى أنه يوم عاد من الحبشة التى كان قد هاجر اليها مع جمع من الصحابة وافق يوم عودته يوم نصر المسلمين وفتح خيبر فلما دخل سيدنا جعفر على سيدنا رسول الله تهلل وجه النبى و رحب بسيدنا جعفر قائلاً والله ما أعلم بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر عندها حَجَلَ سيدنا جعفر (وهو رقص البادية) بين يدى النبى فرحاً وسروراً لفرح النبى به

* كذلك عندما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لسيدنا جعفر أشبهت خُلُقِى و خَلْقِى قام سيدنا جعفر فحَجَلَ بين يدى النبى

* روى أنه عندما قال المصطفى الحبيب لسيدنا على ابن ابى طالب أنت منى بمنزله هارون من موسى حَجَلَ سيدنا على فرحاً بمكانته عند حبيبه سيد الأولين والآخرين

* روى أن إمرأةً من المؤمنات على عهد النبى صلى الله عليه وسلم نذرت لإن عاد النبى سالماً من إحدى الغزوات لتضربن بالدف بين يديه فلما عاد المصطفى سالماً بفضل الله جائته المرأة وأخبرته بنذرها فقال المصطفى أوفى بنذرك فضربت بالدف بين يدى المصطفى

فى كل المواقف السابقة ما أعترض المصطفى على الرقص وعلى الضرب بالدف بين يديه
لأن الحبيب يعلم أن هذا من أحوال المحبين الصادقين

* وكذلك قصة الأعرابى الذى فَقَدَ ناقته فى الصحراء وكاد يهلك فلما وجدها صرخ من شده الفرح قائلاً اللهم انت عبدى وأنا ربك بالخطأ من شدة الفرح فهل يحاسبه الله على ذلك أم أن ذلك من توابع الفرح التى لا حرج فيها

* بل أن المصطفى الحبيب عندما نصره الله فى حنين بعد أن كادت الهزيمة تلوح فى الأفق وقف من شدة الفرح بنصر الله يقول مفتخراً وهو سيد المتواضعين
أنا النبى لا كذب................ أنا ابن عبد المطلب

من كل ما سبق يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن أحوال المحبين لها قوانين خاصة
قوانين حُسن الظن التى كانت على عهد النبى والسلف الصالح

والتى يفتقدها بكل أسف كثيرٌ من الناس هذه الأيام