عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 12:06 AM   #8
تاج السرفوزى

الصورة الرمزية تاج السرفوزى



تاج السرفوزى is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى تاج السرفوزى إرسال رسالة عبر Skype إلى تاج السرفوزى
افتراضي رد: فلنتضامن مع فتى ام شجرة الثائر


لا أدري إن كان صوت طفل القضارف (14 سنة) الذي هتف بحياة أبي هاشم في وجه الوالي كرم الله عباس الشيخ مما يجيب على أبي هاشم أو السر. فقد بقي من تسنامي القاش ووعيد السر هذا الصوت النحيل لمخلوق لم يبلغ سن التصويت واختار التظاهرة لأبي هاشم. ألا يذكرك هذا الطفل الناجي من هذه الزوابع بالأطفال الذين خرجوا من حطام الطائرات؟
ربما كانت مِنة من الله على كرم الله أن هيأ له هذا الطفل «الأسطوري» الذي قال: «انظروا ملكنا العريان» في حين غض الناس أصواتهم. فهذه منة كبيرة من الله لمن يعتقد مثل كرم الله أن السياسة عبادة. فالمتلفع بالحكم (مثل المتلفع بالدنيا) عريان. وليس مثل الأطفال من يقولها كما هي. فقد تولى الولاية وهو ليس أفضل أهلها كما في الأثر. وربما كان ما احتاجه قبل أن يشرع في الحكم أن يتنبه إلى ذاكرة أخرى (وذواكر أخر) في السياسة تطوع بها الطفل. فربما أغرى كرم الله النصر الميسر أن يظن بالتاريخ وبعض أهله الظنون. وصدع بذلك «طفل غرير أرعنا» كما وصف إيليا أبو ماضي نفسه في «وطن النجوم» التي غناها أحمد المصطفى.
مجت نفسي حجز قوى الأمن الطفل من الثامنة صباحاً حتى الثالثة ظهراً. إنتو ما عندكم أولاد وبنات لهم جراءة في العبارة! أما من بينكم رشيد يا أمن دولة الشريعة السمحاء؟ ألم تتدربوا على شيء غير الاعتقال في معالجة (استفزازت) مظنونة للحاكم؟ وودت لو استن الوالي قدوة لأمنه. فقد تعامل الوالي مع الطفل القضارفي كأحد الهوام السياسية. لم يعجبني قوله إنه عفا عن الطفل متنازلاً عن الصغائر التي صدرت عمن لم يبلغ سن الرشد. لم يرتكب الطفل ذنباً (لو اسقطنا العبارة النابية التي خرجت منه أيضاً) مغفوراً من الوالي. فقد عبر الطفل عن نفسه بقوة استحقت أن نقف عندها بصورة تربوية سياسية. وربما كان الطفل هو كرم الله «المشاقق» نفسه في طفولته. بل ربما كان هو كرم الله الحالي خلال معركته الطويلة حتى بلغ سدة الولاية. فالمعروف عنه أنه يتحدث ما يرى ولا يتهيب المعارك والتحشيد من حوله. وما معركة الأحذية بين انصاره وخصومه ببعيدة.
وددت لو أخذ الوالي الطفل جانباً بدلاً أن يتركه في براثن الأمن ليعفو عنه بعد «فوات التربية». وددت لو عبر له عن تفهمه لشجاعته في إبداء رأيه وحكى له طرفاً من ذكرياته المشاققة. فكلنا في العمل العام كنا هذا الطفل أو أشقى. ولربما توسع كرم الله في التربية ونفع لو زاره في مدرسته أو بين صبية فريقه ولاطفه وأنبه على عبارته الجافية بحقه كوالد وشيخ بلد.
ربما سيقول كرم الله غداً إن أطفالنا أو شبابنا لا يعرفون التاريخ: (تصور سألوه عن أزهري قال صينية في أم درمان!). ولكن أنّا لهم بمعرفة التاريخ وجهاز الأمن يفطمهم عنه تحت سمع الحاكم. بل يعفو الحاكم كرب غفور عن طفل لغلغ بشيء من التاريخ: «عاش ابو هاشم».

تاج السرفوزى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس