[حسن الخليفه احمد]

قال السهيلي في الروض اﻷنف ماحدث للناس عقب وفاته صلي الله عليه وسلم من ذلك ماروى عن عائشة وغيرها من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض وارتفعت الرنة وسجي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودهش الناس وطاشت عقولهم وافحموا واختلطوا فمنهم من خبل ومنهم من اصمت ومنهم من أقعد الي الأرض فكان عمر ممن خبل وجعل يصيح ويحلف ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتي جعل يذهب به ويجاء ولايستطيع كلاما وكان ممن أقعد علي بن ابي طالب فلم يستطع حراكاً ..وأما عبد الله ابن انيس فأضني حتي مات كمدا ...وبلغ الخبر أبابكر وهو بالسنح فجاء وعيناه تهملان وزفراته تتردد في صدره وغصصه ترتفع كقطع الجرة وهو في ذلك رضوان الله عليه جلد العقل والمقالة حتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأكب عليه وكشف وجهه ومسحه وقبل جبينه وجعل يبكي ويقول بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا وانقطع لموتك مالم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة فعظمت عن الصفة وجللت عن البكاء وخصصت حتي صرت مسلاة وعمت حتي صرنا فيك سواء ولو أن موتك كان اختيارا لجدنا لموتك بالنفوس ولو لا أنك نهيت عن البكاء لانفدنا عليك ماء العيون فاما مالانستطيع فكمد وادناف يتحالفان لايبرحان ..اللهم أبلغه عنا أذكرنا يامحمد عند ربك ولنكن من بالك فلو لا ماخلفت من السكينة لم نقم لما خلفت من الوحشة اللهم أبلغ نبيك عنا واحفظه فينا ثم خرج لما قضي الناس غمراتهم وقام خطيبا فيهم...