عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2014, 06:33 PM   #56
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد [ مشاهدة المشاركة ]


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب الخامس



في فضل إتمام الصلاة والخشوع فيها

عن سلمان الفارسي رضي الله عنهقال : الصلاة مكيال فمن َوفى وُفي له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين ، وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي يسرق من صلاته ، قالوا : وكيف يسرق من صلاته ، قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، وروي أن يعقوب القارئ كان في الصلاة فجاء سارق فاختلس رداءه فذهب به إلى رفقته فعرفوه وقالوا هذا رداء الرجل الصالح يعقوب ، رده لئلا يدعوا علينا ، فجاء ووضعه على كتفه واعتذر من صنيعته ، فلما فرق من صلاته أخبر بذلك فقال : لم أشعر بمن أخذه ولا بمن وضعه ، وقيل أن رابعة العدوية كانت في الصلاة فسجدت على البواري (نوع من الحصير) فدخلت قصبة في عينها فلم تشعر بها حتى فرقت من الصلاة .
وقيل كان الحسن بن علي رضي الله عنه إذا أراد أن يتوضأ تغير لونه فسئل عن ذلك فقال : إني أريد القيام بين يدي الملك الجبار ، وكان إذا أتى المسجد رفع رأسه نحو السماء ، وقال : إلهي عبدك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء ، وقد أمرت المحسن منا أن يتجاوز عن المسيء ، فأنت المحسن وأنا المسيء ، يا متجاوزاً عن المسيء ، تجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم ، ثم يدخل المسجد .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاًيعبث بلحيته في الصلاةفقال : لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، وقيل كان علي رضي الله عنه إذا جاء تغير لونه وارتعدت فرائصه فسئل عن ذلك فقال : جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحلنها وأشفقن منها فحملها الإنسانولا أدري هل أحسن إذا ما حملت أم لا ، وروي أيضاً هذا عن علي بن الحسين رضي الله عنه . وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كنا عند ابن عباس في المسجد فصعد المؤذن وقال الله أكبر الله أكبر ، فبكى ابن عباس حتى بل رداءه فقيل له : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا البكاء ونحن نسمع الآذان ولا نبكي فقال : لو علم الناس ما يقول المؤذن ما استراحوا ولا ناموا ، فيقل له : أخبرنا ما يقول قال : إذا قال المؤذن الله اكبر الله أكبر أكبر معناه أن يقول يا مشاقيل تفرقوا للآذان وأريحوا الأبدان وتقدموا إلى خير أعمالكم ، وإذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله يقول : أشهد جميع من في السموات ومن في الأرض من الخلائق ليشهدوا لي عند الله يوم القيامة أني قد دعوتكم ، وإذا قال أشهد أن محمداً رسول الله معناها أنه يقول : يشهد الأنبياء لي يوم القيامة كلهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أني قد أخبرتكم بذلك خمس مرات في اليوم ، وإذا قال حي على الصلاة معناها أن الله قام لكم هذا الدين فأقيموه ، وإذا قال حي على الفلاح : معناها : خوضوا في الرحمةوخذوا سهمكم من الهدى ، وإذا قال الله أكبر الله أكبر معناها حرمت عليكم الأعمال قبل الصلاة ، وإذا قال لا إله إلا الله معناها أمانه سبع سموات وسبع أرضين وضعت على أعناقكم فإن شئتم فتقدموا وإن شئتم فأدبروا .
وروي أن حاتم الزاهد رض الله عنه دخل على عاصم بن يوسف فقال له عاصم : يا حاتم هل تحسن أن تصلي ؟ فقال : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إذا تقارب وقت الصلاة أسبقت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه ، حتى يستقر كل عضو مني فأجعل الكعبة بين حاجبي والمقام بحيال صدري ، والله تعالى يعلم ما في قلبي وكان قدمي على الصراط والجنة عن يميني والنار على يساري وملك الموت خلفي ، ثم أظن أنه آخر صلاة أصليها من عمري ثم أكبر تكبيرة بإخباتٍ ، وأقرأ بتفكر وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتضرع ، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف ، وأسلم على السنة ثم أسلمها بإخلاص ثم أقوم فيها بين الخوف والرجاء وأتعاهدها على الصبر ، فقال عاصم : يا حاتم هكذا صلاتك ؟ قال : نعم هكذا صلاتي منذ ثلاثين سنة ، فبكى عاصم وقال : والله ما صليت من صلواتي قط مثل هذه الصلاة ..



اللهم و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الذى ماوقع ظله على الأرض ، و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد الساقى للناس من الحوض ، و صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة نستعين بها على أداء السنة والفرض .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس