10-28-2013, 05:02 PM
|
#90
|
|
Re: قرأت لك
من أين تنشأ عمومية العقاب :
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنّ تحقق الاستطاعة في بعض أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يكون بالجمع. قال الحافظ المناوي في شرح هذا الحديث: "لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالباً، فتركهم له رضاً بالمحرمات وعمومها، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح".
ولا نجانب الصواب إذا قلنا، إنّ في هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي توجب على العامة التغيير، ما يدلّ على أنّ من المنكرات، كمنكرات الحكام، ما يلزمه الثورة العامة والعصيان من الأمة حتى تغيره؛ لأنّها قوية بربها، وقوية بجمعها.
كيف تتعامل مع الحاكم الظالم · جاء عنه صلى الله عليه وسلم : " الساكت عن الحق شيطان أخرص . " ........ انالخضوع والخنوع أمام ولاة الأمر الظلمة , ليس من شأن المسلم , .......فالمسلم الحقيقى لا يقبل ذلك ,..... لأن دينه وعقيده يمنعانه ,..... فكيف يرضى أو يهدأ له بال , وهو يرى الحاكم يعيس فى الأرض فسادا , ويتعرض الناس من جراء ذلك للقهر والذل والمهانه ثم يسكت عن ذلك ويخنع ؟؟؟ ....... كلا ثم كلا فليس هذا من شيمت المسلم الحقيقى .
· كيفية التعبير ونقد الحكام :
ينبغى على المسلم أن لا يبتغي من عملية نقده الاّ : " وجه الله تعالى".... بمعنى أن يكون نقده قائم على البراءة , والنزاهة , وأن يكون متجردا تماما من الأغراض السياسية , والدوافع الشخصية ,.... هذه هى شيمة المسلم الحقيقى , لأن رايده فى ذلك كله هو ابتغاء وجه الله , وحب هذا الدين الذى هو مصدر كل خير وسعادة وقوة , وأن يكون قدوته فى تحركه وجهادة فى ذلك هو: " رسولنا الأعظم , وصحابته الكرام "....... من اخلاص عظيم لدين الله , والعمل للآخرة , فى ظل روح الايمان والاحتساب لله تعالى , ........ فهذا هو النقد العلمى الذى يكون دافعه ورائده الاأول والأخير هو : " الاخلاص الشديد بدافع الاشفاق والنصيحة لله ولرسوله ولدينه "
· حقيقة انها كلمة حق نقولها عند سلطان جائر , كما أمرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " كلمة حق عند سلطان جائر أفضل من الجهاد " وأكدها بعده أمير المؤمنين سيدنا وحبيبنا عمر بن الخطاب رضى الله عندما قال : " لاخير فيهم اذ لم يقولوها , ولا خير فينا اذ لم نقبل . "........ اذن : " القول " هنا يصبح واجب شرعي , وسلوك اسلامى , ولكن فى ايطار الآداب والسلوك المنضبطة والموجه لخدمة الدين , وبعيدا عن سلوكيات الأحقاد والدوافع الشخصية .
· والحاكم المعنى هنا هو ذاك الذى يستبد بالأمر والنهى ويعتبر نفسه غنيا عن الاستناد الى الكتاب والسنة ومعصوما من الخطايا وبريئا من العيوب والنقيصة , ويصبح أمره واجب الامتثال والطاعة كأنّه أمر منزل ,......... فتنقاد له الرعية طوعا أو كرها وتمتثل لأوامه الجائرة والظالمة , دون اعتراض , ..... بل خضوع واستسلام .
· أو ذاك الذى منقاد فى عمله بمقتضى تعاليم وموجهات خضع لها فى سنى شبابه المبكر , ومن ثم يعد نفسه بقتضى ذلك أنه : " صفوة الله من خلقه " ...... لذا لا يخطر بباله أبدا ولا يرى أن ما يقوم به ويقترفه فى حق البلاد والعباد من : " قتل وتشريد ونهب للمال العام , وكافة الجرائم والموبقات المخالفة والمغائرة لكل الشرايع السماوية والأرضية , ..... كل ذلك يعد فى نظره عبادة : " يتقرب بها الى الله "
· فماذا يعنى ذلك ؟؟؟ ....... يعنى أننا أمام حالة – ( القبول والاستكانة للظلم ) - تتجافى وتبعد تماما عن الدعوة المتمثلة فى قوله تعالى : (( ألاّ نعبد الاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا نتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله . ))
· فهل هناك على ظهر هذه البسيطة نظام حكم , أكثر شرا , وبلاءا , وفتنة , واستبدادا فى الأرض , وبغيا على الرعية يماثل حكم الشموليات البغيضة ؟؟؟؟؟؟؟
|
|
|